قدمت عائلة مستوطن يهودي شكرها لأجهزة السلطة بالضفة الغربية، بعدما أنقذت نجلها المتطرف مع مستوطن آخر من قبضة الثائرين في رام الله، عقب تسلل مركبتهما إلى المدينة، مساء أمس.
وعبّرت المستوطِنة "استر شرعبي" من مستوطني "شيلو"، شمالي رام الله، عن شكرها وامتنانها لأجهزة السلطة، قائلة: "أريد أن اقول شكرًا للشرطة الفلسطينية".
وأضافت "شرعبي": "كان يجب أن يصلا (المستوطنان) إلى قبر خشمونائيم وتطبيق WAZE ضللهما، وضع ابني ميخائيل جيد ولا يوجد لدي شك بأن ما حصل عبارة عن معجزة بمناسبة عيد الأنوار".
ومساء أمس الأربعاء، أصيب مستوطنان متطرفان بجراح بعدما تمكن عشرات الشبان الفلسطينيين، من تحطيم وإحراق مركبة كانا بداخلها لحظة تسللها إلى مدينة رام الله.
وأفادت مصادر عبرية، أن المستوطنيْن أصيبا بجراح قبيل مسارعة أجهزة السلطة إلى إنقاذهما والتحفظ عليهما ثم تسليمهما إلى قوات الاحتلال لاحقا.
ووصف "غال بيرغر"، الصحفي الإسرائيلي المتخصص بالشؤون الفلسطينية في قناة "كان" العبرية حادثة الليلة الماضية في رام الله بـ"الخطيرة".
وأضاف "برغر" أن الحادثة تؤكد أهمية التنسيق الأمني بين الاحتلال والسلطة الفلسطينية في رام الله.
وأشار إلى أن دوار المنارة يعج بعناصر أمن السلطة "وكان ذلك من حسن حظ المستوطنين، وإلا لكان من الممكن أن ينتهي الحدث بالإعدام".
تنسيق أمني متواصل
وقد أعادت مشاهد انقضاض الشبان الفلسطينيين على المستوطنين إلى الأذهان عملية بطولية وقعت إبان انتفاضة الأقصى عام 2000.
ففي 12 أكتوبر من ذاك العام، قتل جنديين من جيش الاحتلال تسللا إلى رام الله، وجرى سحلهما في ذات الشارع الذي تصدى فيه شبان فلسطينيون مساء اليوم لمركبة المستوطنين.
في بداية الأمر، كانت أجهزة الشرطة قد تحفظت على الجنديين في مركز شرطة البيرة، لكن حشد من الفلسطينيين الغاضبين الذين كانوا في جنازة شاب فلسطيني قتلته قوات الاحتلال هاجم المركز وتمكن من الانقضاض على الجنديين المحتجزين.
وتزامن احتجازهما مع اختتام مراسم جنازة حضرها آلاف الفلسطينيين للشهيد خليل زهران (17 عامًا) الذي استشهد في مواجهات مع قوات الاحتلال.
سرعان ما انتشرت معلومات بين المشيعين عن وجود مستعربين إسرائيليين في مبنى الشرطة، وأدى ذلك إلى تجمع أكثر من ألف فلسطيني أمام المركز للمطالبة بقتل الجنديين.
وبعد فترة وجيزة، اقتحم الحشد المبنى وتغلبوا على عناصر الشرطة وقتلوا الجنديين، وأفادت وسائل إعلام عبرية آنذاك بأن قرابة 13 عنصرا من أجهزة السلطة أصيبوا أثناء محاولتهم إنقاذ الجنديين.
وفي إشارة منها إلى تلك العملية وحادثة الليلة الماضية، قالت القناة العبرية 14: "الحقيقة يجب أن تُقال بأمانة ونزاهة: لولا التنسيق الأمني بين (إسرائيل) والسلطة، لانتهى حدث الليلة بطريقة مروعة، تمامًا كما حدث قبل عقدين".